رواية لا افهمك ( كامله جميع الفصول ) بقلم هدير محمد
دخل اوضة النوم و بص يدور عليها لقاها قاعدة و مغطية جسمها بالاسدال زي العادة
آسر : ملبستيش قمـ.يص النوم اللي طلعتهولك ليه ؟
'رنا: مش عايزة ألبس... ولا عيزاك تلمـ.سني.
" ده على أساس انا هلمـ.سك بمزاجي يعني ؟
' خلاص طالما مش بمزاجك يبقى متقربش مني...
" بت انتي هبلة ولا ايه حكايتك بالضبط ؟ هو انتي مفكرة اني همو*ت عليكي اوي للدرجة دي؟ هو انتي تطولي اصلا اني ابصلك..؟؟؟
رنا بقوة : مش عيزاك تبصلي... ولا تقربلي... ولا تمسك ايدي حتى.. أظن كلامي واضح
" بصي يا رنا... انا ولا بحبك ولا عايز ألمـ.سك أساسا... و متجوزك عشان رغبة اهلي مش اكتر و انتي عارفة كده كويس و اكبر دليل على اني مش بحبك ولا معبرك جوازنا اللي عدى عليه 8 شهور و مع كدة ما قربتش منك لحد الآن...
بس مضطر للأسف اقربلك عشان يبطلوا زن عليا و يقولولي مراتك ليه مش حامل لحد الآن... و انا زهقت من الكذب عليهم...
رنا بكسرة حاولت تخفيها : يعني انت عشان زهقت من الكذب عليهم هتفرض نفسك عليا بالعافية يعني ؟و بعدين مين قالك انا عايزة عيال اصلا !! انا مش عايزة اخلف منك...
بص للفراغ و هو يتكلم بجمود" هي مرة وحدة بس مش هتتكرر تاني... و نكمل سنة في الجواز ده و هطلقك بعدها
' بس انا مش عيزاك يا آسر... افهم بقى !!! و بما اننا كده كده هنطلق يبقى ليه اطلق و انا خسرانة اهم حاجة املكها ؟ خليني زي ما انا و لما نطلق يجي الشخص اللي يحبني و احبه بجد و اللي يستحقني... و طبعا الشخص ده مش هيكون أنت.
غضب آسر كثيرا و غلى غضبًا من داخله و لكن اظهر البرود امامها... قال لها و هو متصنع البرود
" قلتلك هي ليلة وحدة بس و مش هتتكرر تاني... هدخل اخد دُش تكوني لبستي قمـ.يص النوم ده...( اكمل و هو يشير لها بإصبعه بتحذير ) و إلا مش هتشوفي اخوكي تاني و انتي عارفة كويس جدا انا اقدر اعمل ايه.. و مفيش نقاش تاني.
نظرت له بكُره و لعنته في سرها لانه دائما يهددها بأخاها... أدار ظهره لها و دخل الحمام..
نظرت رنا للقمـ.يص بقر*ف... كيف ستسمح له بأن يلمـ.سها و هي لا تطيق النظر إليه حتى ؟
دمعت عيناها حزنًا من حالتها تلك و من زواجها الأسود ذاك... فهي دائمًا تمنت ان تتزوج رجل يحبها و يعشقها... ليس رجل يبغضها و يعاملها تلك المعاملة السيئة
دائمًا قا*سي معها في الكلام
مسحت دموعها و تنهدت بتعب... ليس امامها خيار آخر... ستفعل ذلك لأجل أخاها... كما تزوجت به لأجله أيضًا...
ارتدت القمـ.يص و فردت شعرها الأسود الطويل... نظرت لباب حمام... لم يخرج بعد... تحركت بحذر و رفعت مرتبة السرير و اخذت شريط الحبوب المانعة للحمل... شربت منه حبتين ثم خبأته مكانه...
بعد قليل خرج آسر من الحمام و هو يجفف شعره بالمنشفة و يرتدي بنطاله فقط و تظهر عضلات جسده... وجدها امامه بذلك القمـ.يص القصير المفتوح الذي يظهر مفاتنها الجذابة... فهذه أول مرة يراها هكذا لانها دائمًا ما تلبس ملابس فضفاضة و لا تكشف شيء... و أحيانا اسدال الصلاة
اعجب بها و لكن لم يظهر ذلك امامها و تصرف بجمود... اقترب منها و وقف امامها و لم يفصل بينهما شيء... لم تنظر إليه و بقيت عيناها مثبتة في الارض و قلبها يدق بخوف منه... ازاح شعرها للخلف ليرى وجهها جيدا... تفاجىء عندما وجد دموعها تتساقط على وجنتاها... ألهذا الحد هي خائفة منه ؟ ألهذا الحد تشمئز من قربه؟؟؟
اقترب من عنقها و اشتم رائحتها الجميلة التي جعلته يسرح بعيدًا... تضايقت رنا و لم تستطع إبعاده حتى ترى أخاها مجددا ضغطت على نفسها و قالت في سرها
' ليلة وحدة يا رنا ...ليلة و هتعدي و خلاص... ليلة و بس...
دفعها على السرير و مال عليها حتى اصبح فوقها... نظر الى عيناها السوداوتين الواسعتين... لم تحتمل رنا النظر إليه و أدارت وجهها للجهة المقابلة... امسك ذقنها و أدار وجهها اليه مجددا... و بيده الثانية امسك يداها و ثبتهم بقبضته حتى لا تتحرك... خافت رنا كثيرا... ابتسم آسر بخبث و وضع يده على شفتاها و اقترب ليُقبلها... اغمضت رنا عيناها و تمنت ان تمو*ت في تلك اللحظة ولا يلمـ.سها بأي شكل...
لم يهتم لخوفها و اقترب أكثر و ضربات قلبها زادت عندما احست بأنفاسه قريبة منها جدا كما كان جسدها يرتعش بشدة... لكنه فجأة توقف !! أيعقل أنه لم يُقبلها !!
همس في اذنها و قال
" مفكرة اني ممكن اقرب من وحدة رفضاني ؟ شيفاني حيو*ان لدرجة إني ألمـ.سك بدون موافقتك ؟ انتي عشتي معايا 8 شهور كاملين هنا... في نفس الأوضة... لكن للأسف معرفتيش ولا حاجة عني لحد الآن...
ابتعد عنها و اخذ جاكته... تفاجئت رنا...حقا لم يقترب منها ! اعتدلت رنا و انكمشت في نفسها و الدموع في عيناها... نظر لها ببرود و قال
" روحي إلبسي بيجامتك الواسعة... وخبي نفسك مني زي ما بتعملي من اول يوم اتجوزتك فيه... و اتطمني... مش هقربلك لا النهاردة ولا بكره ولا في اي يوم... و انسي اللي حصل ده...
ارتدى جاكته و دخل للشرفة جلس هناك... استغربت رنا من تصرفه ذاك... لكن ارتاح قلبها كثيرا... دخلت الحمام غسلت و وجهها و ارتدت بيجامتها الواسعة و ربطت شعرها... و عندما خرجت... استلقت على السرير و سحبت الغطاء عليها و اغلقت نور الاباجورة
كان آسر جالسًا في الشرفة... مُمسك بهاتفه يتصفح على الفيس بوك... ضجر كثيرا... تنهد و نظر للسماء فهو يحب ان ينظر للنجوم في الليل...
فتحت رنا عيناها... فهي لم تستطع ان تنام... لم تجد آسر بالغرفة... وجدته مازال جالسًا في الشرفة... ارتدت جاكتها الصوف و ذهبت إليه
' قاعد ليه هنا لحد دلوقتي ؟
" ملكيش دعوة...
قالها ببرود... ضحكت رنا بسخرية و قالت
' اوعى تفكر اني خايفة عليك من البرد مثلا... انا بسأل بس..
" لا مبفكرش يا رنا... بس متسأليش لان الدور مش لائق عليكي أبدا .
- دور ايه !؟
- الزوجة الحنونة اللي خايفة على جوزها من شوية برد
تنحنحت حرجا ثم ارادت تغيير الموضوع
- طب و اهلك هتقولهم ايه ؟
" مش هقول حاجة لحد...
' يعني مش هتيجي بعد كام يوم تقولي عايزين حفيد للعيلة ؟
" الشرع محللي اربعة... هببقى اجيبه من التانية...
' طالما الشرع محللك اربعة... جيتلي انا ليه ؟
" غباء مني...
رنا بتحدي : حصل...
نظر لها ثم ضحك بسخرية و اكملت هي بعيد
' عايزة اعرف... طالما انت مقربتش مني... ليه طلبت مني يحصل علاقة ما بينا ؟ و اتحججت ان اهلك عايزينك تخلف مع انهم دايما بيقولوا كده و انت بتطنش... اشمعنا المرة دي سمعت كلامهم ؟
" كنت عايز اعرف انتي عيزاني ولا لا..
' و انا قولتلك اني مش عيزاك...
" كنت بتأكد انك مش بتقولي مجرد كلام فاضي عشان ابعد عنك بس
' و اتأكدت ؟
" اه اتأكدت... اتأكدت انك مش طيقاني و قر*فانة مني... عندك حق في كده بما انك كده كده مش بتحبيني... و انا اتجوزتك عشان اهلي يبطلوا ضغط عليا و اني مفروض اتجوز و ابني عيلة و انتي وافقتي تتجوزيني عشان اساعد اخوكي في علاجه مش أكتر... متقلقيش... الجواز ده هينتهي قريب...
نظرت له لوهلة ف تركها و دخل للداخل... ذهبت ورائه و وجدته اخذ وسادة وضعها على الكنبة و نام... لم تهتم و نامت هي أيضا...
تاني يوم....
استيقظت رنا و فتحت عيناها بتثاقل... رأت آسر يقف امام المرآة... اقفل الجاكت و ارتدى ساعته و رش عِطر رجالي عليه... رآها مستيقظة من انعكاس المرآة...
" كويس انك صحيتي... اغسلي وشك و البسي ننزل نفطر معاهم...
اومأت له و نهضت... اخذت دريس أبيض و عليه ورود بُنية و دخلت للحمام و بعد قليل خرجت... لم يعيرها اي اهتمام و لم ينظر اليها حتى...
فتح الدولاب و فتح الخزنة التي بداخله... اخذ من داخلها مسد*س كاتم للصوت و عُلبة طلقات إضافية... وضع المسد*س في بنطاله... إلتفت لها و قال
" يلا...
' عندك مُهمة النهاردة ؟
لم يرد و فتح باب الغرفة و خرج...
' انا غلطانة لاني بسألك... واحد بارد..
تبعته و نزلوا سويًا و جلسوا على السفرة مع بقية العائلة
* اخيرا نزلتوا... كنا مستنينكم...
آسر بجمود " صباح الخير ..
* صباح النور يا ابني... يلا كُل و افطر كويس...
اومأ ل رنا بالجلوس و بدأ في الأكل و كذلك رنا... الجميع كان يأكل و يدردش مع الثاني ما عدا رنا و آسر... هناك هدوء غريب بينهم و لاحظت ذلك امه ( فاطمة ) و والده ( محمد )
* طالما لابس الجاكت ده يبقى عندك مُهمة النهاردة ؟
قالها والده بتسأل ف رد اسر عليه
- اه عندي
* يا ابني كام مرة قولتلك سيب شغلك ده و تعالى اشتغل في الشركة...
" و انا قولت لحضرتك لا...
* انا و امك و اخواتك خايفين عليك... شغل الاستخبارات و القوات ده خطر على حياتك...
آسر ببرود : " تمام... انا خلصت فطار
محمد * نفسي مرة تحس اننا خايفين عليك و تبطل برودك ده...
" ماشي فهمت ...خايفين عليا...و المطلوب !! اعمل اي يعني ؟
* شوفلك شغل يكون آمن شوية... كل يوم بتخرج فيه بندعي مترجعش لينا جثة ..
" اتجوزت بناءًا على رغبتك انت و ماما عشان اكون عيلة قبل ما اكبر... وافقت على كلامكم و اتجوزت اهو... و هوافق على اي حاجة مقابل انك تبطل انت و هي تقولولي سيب شغلك... شغلي مش هسيبه ولا هشوف غيره... الشركة عندك معاذ اهو ماسكها و زي الفل... يبقى ايه المطلوب مني ؟
كان سيتكلم لكن قاطعه و قال
" ياريت حضرتك متكلمنيش تاني في كده و انت عارف ردي هيكون لا... عن اذنكم...
نهض و خرج... قالت فاطمة بحزن
* نفسي مرة يحس اننا خايفين عليه بجد...
محمد * دماغه ناشفة زي ما هو...
* رنا ياريت تقنعيه يشوفله شغل غير ده...
رنا ' حاولت و مش راضي...
تنهدت فاطمة بحزن
ركب آسر سيارته و لسه هيمشي... فُتح باب السيارة و جلس معاذ و اقفل الباب... نظر له آسر بتعجب
" بتعمل ايه هنا ؟
• هو غلط اني اركب عربية اخويا ؟
" لا مش غلط... بس استغربت شوية
• عربيتي في الصيانة... وصلني للشركة
القصر مليان عربيات... اشمعنا اوصلك بعربيتي يعني ؟ بعدين انا مستعجل مش فاضي ليك...
• يا عم وصلني في طريقك و خلاص...
" انزل يا معاذ...
• ليه ؟
" مفكر بحركاتك دي اني هكلمك تاني و اصالحك بعد اللي عملته...
• انت مكبر الحوار ليه كده ؟ كل ده عشان إزازتين خ*مرة شربتهم و سهرة سهرتها في البا*ر...
" و كنت هسج*نك و تحمد ربنا ان ابوك اتدخل و منعني...
• انت مُعقد على فكرة... مش بتعرف تنبسط و على طول مكشر كده...
" معاذ... انزل من العربية
• يعني مش هتوصلني ؟
" بقولك انزل من العربية !!
قالها آسر بزعيق... تضايق معاذ و قال
• التعامل معاك صعب... مش عارف ابويا و امي بيحبوك على ايه...
قال ذلك ثم نزل من السيارة... لم يهتم آسر و ارتدى نظارته السوداء و قال
" على أساس انا بحبكم يعني... عيلة تقر*ف...
ضغط على الفرامل و انطلق...
بعد شهر...
كان محمد و فاطمة والدا آسر جالسان في الصالون متوترين و كذلك اخته ( رغد ) و معاذ و رنا زوجة آسر
قالت فاطمة و هي تبكي
* محمد ابني يجيلي هنا سالم و مفهوش خدش... ارجوك رجعلي ابني...
قال محمد بغضب ممزوج بالخوف
* اعمل ايه يعني؟! بقاله شهر غايب عن البيت و محدش يعرف مكانه و تليفونه اتقفل...و يا عالم ايه اللي حصله ؟! هادور عليه فين بس ؟؟ و التفت لمعاذ: اخوك فين يا معاذ !!
• والله دورت عليه و سألت كل صحابه... مش موجود و محدش شافه من اليوم اللي قال فيه ان عنده مُهمة...
فاطمة ببكاء* اكيد ابني عايش... عايش والله... مش معقولة يمو*ت و انا حتى محضنتهوش ولا شبعت منه... انا عايزة ابني...
• اهدي يا ماما...
قالها معاذ و هو يأخذ والدته في حضنه...
قالت رغد
- طب اتصلوا على الرئيس بتاعه... اكيد هو يعرف مكانه...
معاذ* اتصلت و قالي معلش بعتذر دي حاجة سرية تبع المنظمة و مينفعش تخرج بره... حتى مش راضي يطمني عليه...
محمد : ربنا يسامحك يا آسر... قولتلك مليون مرة بلاش الشغل ده بس انت عاندت زي ما بتعاند في كل حاجة...
رنا شعرت بالحزن... في كل الأحوال هذا زوجها و مهما قسى عليا في المعاملة لن تنسى انه سبب في ان أخاها الصغير يتعالج في احسن مستشفى بفضله...
عَمَ الحزن عليهم جميعهم لانهم شعروا انهم فقدوه... الآن هم في انتظار ان يدخل رئيسه من ذاك الباب و يعلن عليهم خبر استشهاده...
فجأة فُتح الباب و دخل منه آسر ببرود..قال بعدم فهم عندما رآهم يبكون... " بتعيطوا ليه ؟
يتبع .....